ولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بع

الاثنين، 28 سبتمبر 2009

انتخابات اليونسكو وسهام الوزير الطائشة

منذ ان انتهت الانتخابات لاختيار مدير جديد لليونسكو وعاد الوزير فاروق حسنى الى ارض الوطن خاسرا الانتخابات ، حيث فازت المرشحة البلغارية ارينا بوكوفا وقد جاء على لسان سيادته فى حواره مع جريدة المصرى اليوم اتهامات بالتأمر والخيانة اطلقت فى اتجاهات عدة ، واكد عليها بعض السادة الكتاب المناصرين له ، والسؤال هو هل تأمر العالم علينا واجتمعت الدول الكبرى لكى تسقط المرشح المصرى ، هل فعلا اللوبى اليهودى او الصهيونى لديه القدرة الخارقة لاسقاط اى مرشح لتولى منصبا دوليا اذا ارادت ذلك او اعتقدت انه معادى للسامية ، وهل كان هناك طابور خامس من المصريين المناهضين لترشيح الوزير فعلا ولايستحقون الجنسية المصرية كما اشار سيادته للكاتبة المصرية منى الطحاوى ،وهل فعلا دولا افريقية خانت مصر، كانت هذه سهام الاتهامات التى اطلقت بانفعال غريب على مسئول حكومى يدرك ان كلامه يترتب عليه نتائج على علاقات مصر الدولية فهو مرشح رسمى للدولة المصرية ، ودون الدخول فى تفاصيل اكثر لتصريحات الوزير فهى منشورة ويمكن الرجوع اليها الا اننى اريد ان ابدى الملاحظات الاتية :
اولا : من غير المقبول الادعاء بان التأمر على الوزير لانه مسلم وعربى وافريقى ، ان هذه معركة انتخابية على منصب دولى ، خاض المصريون الكثير من الانتخابات فى اكثر من منظمة دولية منهم من حقق انتصارا انتخابيا وتولى فعلا المنصب وباصوات العديد من الدول ولدورتين ومن كل القارات منهم على سبيل المثال الدكتور محمد البرادعى "المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية " وتم تكريمه بالحصول على جائزة نوبل ايضا رغم انه مسلم وعربى وافريقى وهناك العديد من النماذج لا يتسع المجال لذكرها .
ثانيا : من غير المقبول ايضا توجيه الاتهام لمصريين لمجرد انهم اعترضوا على ترشيح الوزير لهذا المنصب ، وبصرف النظر عن الاسباب والدوافع الا ان هذا الموقف المعارض حق للمواطنين وللدولة ، وخلينا نتذكر عندما كان الدكتور اسماعيل سراج الدين مرشحا لذات المنصب وهو قيمة مصرية وسانده انمجتمع المدنى، واتذكر الحملة التىاطلقها الكاتب عادل حمودة والكاتب احمد المسلمانى لمساندة المرشح المصرى وكان موقف الدولة المصرية مساندأ للمرشح السعودى اذا يمكن ان تتفق مع مرشح مصرى او تختلف عليه ، فلم يكن الوزير موفقا فى اتهامة للكاتبة المصرية منى الطحاوى وتشكيكه فى جنستها "طبعا هى مصرية ووطنية " مثلها مثل الكثيرين فى مصر رفضوا مساندة مرشح الحكومة المصرية لاعتبارات كثير قد نتفق او نختلف عليها الا ان هذا لا يخرجهم من الوطنية المصرية ، وينسحب هذا ايضا على الموقف من الدكتور سعيد الاوندى الكاتب الصحفى بجريدة الاهرام والذى كتب ايضا ضد ترشيح الوزير .
ثالثا : الحديث عن دور اللوبى اليهودى لاسقاط سيادتكم هذا حديث مبالغ فيه جدا اولا لانك كنت قاب قوسين او ادنى من الفوز بالمنصب ، وحصلت قبل الجولة الاخيرة على 29 صوت وتغير النتيجة كان بتاثير التكتل الاوربى خلف المرشحة البلغارية، ثانيا كان هناك عدد من المثقفين اليهود مساندا لك وبعضهم معارض وهذا طبيعى.
فى الحقيقة اعطاء وزن ضخم للوبى اليهودى واعلان الحرب الثقافية على اسرائيل ماهى الا ستارة دخان ليس الا ، لقد اعطيت الكثير من التنازلات قبل الانتخابات لاسرائيل رغم انها جاءت فى توقيت كان غير مناسب ، حيث جائت فى الوقت الذى انتهت فيه لجنة التحقيق الدولية باتهامات بارتكاب دولة اسرائيل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية اثناء الحرب الاخيرة على غزة .
رابعا : اخيرا هذه السهام ضد دول بعينها وانت لازلت فى الوزارة معناها فى علم العلاقات الدولية انها سوف يترتب علياها مواقف من الدولة المصرية ضد هذه الدول فانت مرشح رسمى للدولة ، ويقف ورائك مسؤلى الدولة المصرية بدأ من رئيس الجمهورية ، وهنا اقف امام اتهامت لدول اوربية وعربية وافريقية ، يعنى مصر رشحت سيادتك لمنصب مدير اليونسكو لكى تنتهى المعركة الانتخابية بقطع العلاقات او على الاقل توتيرها مع اغلب دول العالم بدأ من الولايات المتحدة الامريكية مرورا بفرنسا انتهاءا بدولة قطرالشقيقة، فالحقيقة ياسيادة الوزير ان هذه السهام الطائشة تحتاج الى مراجعة واعتذار او على الاقل ان تتوقف حتى يتم ترميم ما خلفته معركتك من اثار .فهذه انتخابات فيها دائما فائز وخاسر وفى الحقيقة كانت معركة قوية وحصلت فيها على اصوات كثير مهمة بالطبع وكان الواجب ان تنتهى المعركة الانتخابية بكل اثارها فور اعلان النتيجة وتهنئة الفائزة لا اطلاق سهام الاتهام فى كل اتجاه، ونقطة ومن اول السطر.

هناك تعليقان (2):

  1. مقال رائع يسلم قلمك يا استاذ حافظ :))

    ردحذف
  2. معك كل الحق
    مايفعلة السيد الوزير حاليا كارثة ونسة انة رسميا مازال وزير الثقافة المصرىىىىىى

    ردحذف